• Close ×
  • الشاي والصحة

     

    يمكن توضيح وظيفة الشاي ومكوناته الطبيعية النشطة بيولوجياً باعتبارها عناصر في نمط الحياة الصحية من خلال السطر الأول في أطروحة كاكوزو أوكاكورا الفلسفية في عام 1906 حول الشاي، كتاب الشاي. ويلخص أوكاكورا الاعتقاد التاريخي والقديم للشاي باعتباره أكثر من مجرد مشروب للمتعة وقال: “بدأ الشاي باعتباره من الأعشاب الطبية، وتطور ليصبح مشروباً….”

    وتؤكد الأبحاث العلمية ما اعتقده الآسيويون على مدى قرون – أن الشاي الأخضر والأسود يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية قوية يمكنها تأمين الحماية من الأمراض الخطيرة في حال تناولها باعتدال.

    وتتضمن الأمراض التنكسية الرئيسية والمثيرة للقلق في يومنا هذا أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية والسرطان والسكري. وأظهرت الدراسات دور النشاط المضاد للأكسدة الذي تلعبه الفلافونويدات الموجودة في الشاي الأخضر والأسود في الحد من مخاطر العديد من الأمراض التنكسية وتساعد في الحفاظ على صحة فم جيدة.

    وتم اكتشاف العديد من الخصائص العلاجية للشاي. ووفقاً للدراسة، يمكن الاستعانة بخصائص الشاي لعلاج القسم الأكبر من الأمراض التي تصيب الإنسان. ولم يتم العثور حتى الآن على أي مادة طبيعية أو صناعية يمكنها الاقتراب من الشاي من حيث الفوائد المتعددة. وقد لا يكون الشاي العلاج الشافي لكل الأمراض، إلا أن أحداً في عصر المعرفة الصحية الذي نعيش فيه لا ينكر الفوائد الغنية التي يكتشفها العلم يومياً في الشاي.

    1. الشاي وصحة الفم والأسنان

    يحتوي الشاي على الفلورايد مما يجعل من شرب الشاي وسيلة مهمة للحصول على كمية لا بأس بها من حاجة الجسم اليومية من الفلورايد، وإجراء مساهمة كبيرة في كمية الاستهلاك اليومية من الفلورايد والحد من تسوس الأسنان. وكشفت الدراسات الحديثة أن الشاي يمنع نمو الكائنات الدقيقة الضارة الأخرى في الفم.

    وبالإضافة إلى هذه المزايا وغيرها، والتي توجد غالباً في الشاي، فقد حدد العلماء مركباً أطلقوا عليه اسم ’إل ثيانين‘ في الشاي. ويرى البعض أن ’إل ثيانين‘ مسؤول عن تعزيز شعور الاسترخاء مع الحفاظ على اليقظة العقلية. ويمكن لـ 50 ملليجرام من ’إل ثيانين‘ (ويمكن الحصول عليه من 2-3 كوباً من الشاي) أن تحفز الدماغ بشكل طبيعي وتمنح الإحساس بالانتعاش والاسترخاء.

    1. الشاي والشيخوخة

    يعرف الجميع قدرة مضادات الأكسدة في الشاي على الحد من التوتر التأكسدي. ويعتقد بأن أمراض الشيخوخة تنجم عن هجوم تشنه الجذور الحرة. وتعمل بوليفينولات الشاي على منع عمل الجذور الحرة، ويمكنها أن تسهم في تحسين نوعية الحياة لكبار السن، وطول العمر.

    1. الشاي ومرض السكري

    يعجز بنكرياس المصابين بمرض السكري من النوع 1 عن إنتاج الكمية المطلوبة من الأنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم. ولا يستفيد الكبد والخلايا العضلية من الأنسولين الذي تم إنتاجه لتنظيم مستوى السكر في الدم في مرض السكري من النوع 2. وتحتوي بعض المستخلصات النباتية على مواد يمكنها محاكاة عمل الأنسولين والمساعدة في إدارة أمراض السكري من النوع 2 أو التي لا تعتمد في علاجها على الأنسولين. واكتشفت قدرة الفلافونول والميريستين، التي توجد في الشاي الأخضر والأسود، على محاكاة عمل الأنسولين.

    ويلعب أنزيم ألفا أميلاز دوراً في تحفيز عملية تحويل النشا في الغذاء إلى جلوكوز في عملية الهضم. ويتم امتصاص الجلوكوز في الجهاز الهضمي بسهولة ويتحول إلى مجرى الدم، بينما لا يتم امتصاص النشا. ويمنع البوليفينول في الشاي نشاط أنزيم ألفا أميلاز ويمكن أن يسهم في الحد من نسبة السكر في الدم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك الشاي يمكن أن يعود بالفائدة على مرضى السكري.

    1. الشاي والسرطان

    كشفت العديد من الدراسات المخبرية والتي أجريت على البشر أن البوليفينولات في نوعي الشاي الأخضر والأسود يمكن أن تتفاعل مباشرة وتعمل على تحييد المواد الكيميائية المسببة للسرطان مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. وظهرت قدرة الشاي على زيادة نشاط الأنزيمات وقدرتها على إزالة السموم التي توجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان.

    وتستند قدرة الشاي على مكافحة السرطان إلى إمكانية تفاعل مركبات الفلافونويد مع المواد النشطة المسببة للسرطان وتثبيط نشاطها. وتشير الدراسات المخبرية والتي أجريت على البشر أن الشاي وبوليفينول الشاي تمنع بدء عملية تطوير المواد المسببة للسرطان، وتعرقل مراحلها اللاحقة. ويقلل الاستهلاك المنتظم للشاي – وخاصة الشاي الطازج – من معدل نمو الأورام، ويمنع تشكل الأورام الكبيرة.

    1. الشاي وأمراض القلب

    أظهر الاستهلاك المعتدل للشاي المخمر قدرته على الحد من أكسدة الدهون. وتشير الدراسات إلى امتلاك الشاي الأخضر والأسود لنفس القدر من الفاعلية بهذا الصدد. وتبين أن المواد القابضة في الشاي الأخضر، والثيفلافينات والثيروبيجينات في الشاي الأسود، تمتلك قدرة على منع أكسدة الدهون وتشكل البلاك (الذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض في القلب)، مع الحد من الكولسترول. وارتبط الاستهلاك المعتدل للشاي مع انخفاض تخثر الدم الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالجلطة التاجية.

    ويمكن أن تمنع مستخلصات الشاي ومادة بوليفينول الشاي دوراً في تراكم الصفائح الدموية إلى درجة معينة مما يقلل من خطر تجلط الدم. ويعمل نوعا الشاي الأخضر والأسود معاً على تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية (تضيق وتوسع الأوعية الدموية – السيطرة على ضغط الدم وتصلب الشرايين، وتشكيل الأوعية الدموية الجديدة).

    قراءات إضافية

    Tissa Amarakoon, Shang Hong Huang & Ranil de Silva. Therapeutic Applications of Ceylon Tea: Potential and Trensds [pp. 377- 417 in Yi-Zhun Zhu, Benny K-H Tan, Boon Huat Bay, Chang-Hong Liu (ed.), Natural Products, Essential Resources for Human Survival. World Scientific Publishing Co. Pte. Ltd., 2007].

    W.W.D. Modder, A.M.T. Amarakoon. Tea and Health. The Tea Research Institute of Sri Lanka, 2002.