• Close ×
  • ميريل جوزيف فرناندو ورحلته في عالم الشاي

    about-banner2

    ولد فرناندو في قرية بالانسينا جنوب غرب سريلانكا في عام 1930، وينحدر من عائلة ريفية من الطبقة المتوسطة. وتابع تعليمه المبكر في كلية ماريس ستيلا، نيجومبو. وانتقل إلى العاصمة كولومبو سعياً وراء آفاق أفضل. وتمنى أن يصبح من ذواقة الشاي، وعمل في إحدى الشركات البريطانية التي حرصت على حماية مهنتها بشكل كامل. وكان ميريل محظوظاً لاختياره للانضمام إلى الدفعة الأولى من السيلانيين (سيلان هو الاسم السابق لـ سريلانكا في ذلك الوقت) ليتم تدريبهم في مجال الشاي ضمن مينسنغ لين بلندن التي أصبحت فيما بعد ’وجهة متميزة‘ للمحترفين في قطاع الشاي.

    وهناك، لاحظ ميريل أوجه الخلل الذي يعاني منه القطاع الذي تعتمد عليه بلاده بشكل كبير، والذي كان خاضعاً لهيمنة شركات كبيرة متعددة الجنسيات. وكانت عملية قطاف الشاي وإنتاجه تجري يدوياً ووفقاً للتقاليد والعمليات الفنية المعتمدة في سريلانكا؛ ومن ثم يعتبر مادة خام تشحن بكميات كبيرة إلى أوروبا حيث تجري عمليات إضافة القيمة وتخصيصه بعلامة تجارية ومن ثم تعبئته.
    وأدى ذلك إلى حصول جهة الإنتاج على نسبة ضئيلة من الأرباح من بيع الشاي السيلاني، في حين تعود المكاسب الكبيرة للوسطاء – وهم في الأساس مجموعة صغيرة من الشركات الكبيرة. وشكلت معالجة حالة الإجحاف هذه العامل الأساسي الذي دفع ميريل منذ سن 20 عاماً وعلى مدى أكثر من نصف قرن. وأسس ميريل علامة ’دلما‘ التجارية – أول شركة إنتاج امتلكت علامة شاي تجارية – بعد 38 عاماً من الجهد المتواصل، وقاد منذ ذلك الحين عملية نزاهة الشاي – المتمثلة في النوعية العالية، والنضارة، والأصالة وأخلاقيات العمل.

    وتطورت شركة الشاي الصغيرة والطموحة التي أسسها ميريل في عام 1988 لتغيير استغلال محاصيل بلاده من قبل كبار التجار، اليوم لتصبح واحدة من أكبر 10 شركات للشاي في العالم. ومع ذلك، يقول ميريل أن ’دلما‘ ستبقى على الدوام علامة تجارية عائلية صغيرة لأنها تمثل التكامل الذي يتطلب النوعية العالية والالتزام والشغف. وهذه ليست الصفات التي يمكن أن تمتد إلى السوق الشاملة.

    وتقاسم ميريل جوزيف فرناندو الشغف تجاه الشاي مع ولديه مالك وديلهان، اللذان استمدت العلامة التجارية اسمها منهما. وتابعت العائلة السعي لتحقيق رؤية ميريل في استعادة النوعية العالية للشاي، وتعزيزها بالتقاليد والأخلاقيات وكافة الفوائد الصحية التي تمتاز بها أوراق الشاي النضرة.

    وتمتاز قصة ميريل جوزيف فرناندو بكونها حكاية رائعة توضح الاستغلال الذي لطالما ميز الفئات التي تهيمن عليها الشركات الكبيرة. كما تشير إلى قوة التجارة العادلة والمنصفة في الارتقاء بمكانة الدول الأقل نمواً بعيداً عن براثن الفقر. ولعب حب ميريل للشاي دوراً مهماً في دفعه نحو الإبداع في ثلاث مجالات مهمة – حيث أطلق أول علامة تجارية يملكها المنتج في عام 1988 بناء على رغبته في تقديم الأصالة وكان من رواد مفهوم الشاي أحادي الأصل، وتعبئة الشاي طازجاً من مزارعه. وأدت هذه المبادرات إلى تعرض ميريل مراراً لنزاعات مع شركات تفوق حجم شركته الصغيرة الناشئة، ومع منافسيه والحكومة الذين لم يشاركوه اعتقاده بأن الشاي يمكن أن يقطف ويعبأ ومن ثم يشحن مباشرة من مزارعه عبر المزارعين أنفسهم.