تشير إحدى المقولات إلى أن الجمع بين العمل والالتزام والسعادة يؤدي إلى الوصول إلى تحقيق الرغبات، ولا شيء مستحيل. ويعتبر والدنا، ميريل جوزيف فرناندو، بمثابة مثال حقيقي عن صحة هذه المقولة. وبالنسبة للشاي السيلاني، فإن الأخلاقيات، والعدالة، وعائلته كانت على مدى أكثر من 63 عاماً، مصب تركيز التزامه وسعادته. وقد كرس الوالد حياته للشاي ونجح في تغيير مسيرة القطاع. وفي خمسينيات القرن العشرين، وبعد فترة وجيزة من انتهاء الحكم الاستعماري في سيلان، أدرك ميريل أن النموذج الاقتصادي المستمر لاستعمار بلده قد يعرقل بشدة من فرص تنمية بلاده وتطورها. وكفاحه ضد العناصر الاستغلالية في هذا النظام يتطلب شجاعة وتصميماً غير اعتيادي، واستغرق منه ذلك أكثر من ثلاثة عقود. وأسهمت جهوده في النهاية بولادة علامة ’دلما‘ التجارية.
وتجلت رؤية الوالد في زراعة الشاي وقطافه يدوياً وإنتاجه بخبرة في سيلان لتتم تعبئته في بلد المنشأ، ومن ثم توفيره طازجاً للعملاء حول العالم. ويبدو ذلك منطقياً اليوم، ولكن خمسينيات القرن العشرين كانت حقبة مختلفة؛ فالشاي الذي كان يتم إنتاجه في سيلان كان يصدر بكميات كبيرة إلى لندن، حيث يتم بيعه بالمزاد العلني لشركات التعبئة الأوروبية، أو الإنجليزية أو الأمريكية. وكانت تلك مجموعة صغيرة من الشركات الكبيرة التي هيمنت على سوق الشاي عبر امتلاكها للشركات الصغيرة والعائلية الكبيرة التي جلبت الشاي عالي النوعية إلى الغرب. ومن خلال الحط من مكانة سيلان (التي تعرف اليوم باسم سريلانكا) ودورها كمورد للمادة الخام، حرم ’النظام‘ المنتج من أي مكاسب للعلامة التجارية وما تنطوي عليه من قيمة مضافة. واقتصر تحقيق هذه المكاسب على شركات التعبئة، فيما عانى قطاع الشاي السيلاني والعاملين بشكل متزايد نتيجة لكون مصائرهم في أيدي مجموعة من الشركات الأجنبية المدفوعة بالدرجة الأولى نحو الربح.
وساهم إطلاق علامة ’دلما‘ التجارية في تغيير كل ذلك. وللمرة الأولى، امتلكت شركة الإنتاج فرصة الوصول إلى المستهلك دون الحاجة لتدخل الوسيط – التاجر وشركة التعبئة – وأرباحه. وانعكس ذلك بالنسبة للمستهلكين في مزيد من الأصالة والنضارة والنوعية الأفضل للشاي. بالنسبة لمنتجي الشاي وقطاع الشاي السيلاني المتداعي فإن هذا يعني مستقبلاً أكثر إشراقاً عبر تأمين حصة عادلة من السعر الذي يدفعه المستهلكون مقابل الشاي، وإمكانية التنمية عبر تجارة عادلة وأخلاقية. بعد خمسة وعشرين عاماً، لا تزال الشركات تهيمن على الساحة الدولية، ولكن في وقت قصير نسبياً سادت ’دلما‘ في مواجهة عمالقة وجدت في القطاع منذ قرون ومهدت الطريق لعلامات شركات منتجة أخرى. الأهم من ذلك، فقد أوفت ’دلما‘ بالتعهد الذي قطعه والدنا في تصور حلمه في خمسينيات القرن العشرين، حيث استطاع تغيير حياة آلاف الأشخاص المحرومين في قطاع الشاي والمجتمع الأوسع في سريلانكا.
وفي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لعلامة ’دلما‘ التجارية، أعدنا التعهد بالتزامنا بالقيم التي أسس عليها والدنا العلامة التجارية. لقد انضممنا إليه في تعهده لجعل شركتنا مسألة في خدمة الإنسانية ونحن ملتزمون بدعم ستة من أركان من ’دلما‘. والأهم من ذلك، نحن نشكركم لاختيار ’دلما‘. فقد ساعدتمونا في تحقيق حلم والدنا. وتكونون بذلك قد أثبتم صحة اعتقاده في قوة تحويل الشركة إلى مسألة تصب في خدمة الإنسان، وساعدتم في تغيير حياة آلاف الأشخاص المحرومين.
ديلهان ومالك
ديلهان ومالك هما الابنان الأصغر والأكبر لـ ميريل جوزيف فرناندو، مؤسس علامة ’دلما‘ التجارية، واللذان استمدت العلامة اسمها منهما.