يروي كل كأس تحتسيه من شاي ’دلما‘ قصة مذهلة تتكشف معالمها يومياً في مزارع الشاي الموزعة في مختلف
أنحاء سريلانكا. وتبدأ الحكاية مع نعمة الطبيعة التي تغني الشاي السيلاني وتتجلى في كيمياء طبيعية تنساب في حنياها مزايا المناخ والتربة التي تنتج أرقى أنواع الشاي في العالم. وتتطور أحداثها من هناك لتمتزج حبكتها مع حياة جامعي أوراق الشاي وعائلاتهم، وعبر المجتمعات القروية حول جزيريتنا، وعبر غابات ومياه سريلانكا، لتصل إلى ذروتها في كوب الشاي المميز بين أيديكم.
لقد ولدت ’دلما‘ من رؤية ميريل جوزيف فرناندو، أحد مزارعي الشاي البسطاء، ورغبته في مشاركة متعة الشاي مع العالم، وإنشاء شركة تقوم على المعايير الأخلاقية وتوزيع المكاسب على العمال في قطاع الشاي. إنه الأصل الذي نشأت منه علامة شاي ’دلما‘. وناضل ميريل طوال أربعة عقود قبل أن يتحول حلمه إلى حقيقة، وتثمر جهوده في ترحيب قوي وغير متوقع من عشاق الشاي حول العالم!
لقد تطورت ’دلما‘ من حلم مستحيل تملّك أناساً بسطاء في سريلانكا – وكثيراً ما تعرض للسخرية – إلى علامة تجارية يستمتع بنكهاتها وطعمها الفاخر عشاق الشاي في أكثر من 100 دولة حول العالم. وينظر إلى ’دلما‘ باعتبارها واحدة من أرقى 10 علامات شاي تجارية في العالم. على الرغم من أن ذلك لا يشكل الهدف الأساسي الذي سعى ميريل فرناندو وعائلته لتحقيقه عبر ’دلما‘.
لقد أوفى ميريل بتعهداته التي قطعها بجعل ’دلما‘ شركة أخلاقية حقيقية مع إنشاء مؤسسته الخيرية -’مؤسسة ميريل جوزيف فرناندو الخيرية‘. وأصبح ذلك الالتزام جوهر أعمال ميريل منذ ستينيات القرن العشرين، قبل وقت طويل من اعتبار المسؤولية الاجتماعية للشركات مفهوماً منتشراً كما هي الحال اليوم. ويحمل هذا الالتزام في جنباته فلسفة قوية جداً تتجلى في إقامة شركة تعمل لخدمة الإنسان.
وانطلاقاً من اعتبار النجاح بمثابة إنجاز يتخطى تعريفه التقليدي والتجاري، يؤكد ميريل على حقيقة قوية تتجلى في إظهار مدى أهمية القيم العائلية التقليدية البائدة، وضرورة اعتمادها في السياق الحالي للأعمال. ومن خلال الاعتماد على النزاهة في شركته، بقدر ما يتعلق الأمر بعملائه من حيث نوعية شاي ’دلما‘ بالنسبة للعاملين لديه والبيئة التي تساعدهم في تعزيز تميز ’دلما‘، قدم ميريل حلاً مبتكراً للعديد من المشاكل التي يواجهها العالم اليوم.